هكذا تبدأ الأغنية التي تناولت قصة "الجارية والسلطان" والتي تناقلها التاريخ المليىء بالعديد من المتشابهات، فمن الملكات اللائي أصبحن جواري إلى الجواري اللائي أصبحن بالمكر والذكاء والحب أحيانا ملكات تحدث عنهن التاريخ بالكثير من الأمجاد..
ومن بين هؤلاء "روكسلانا" أو "حوريم" التي إختلف المؤرخون حول أصلها ونسبها وديانتها و البلد التي جاءت منها، حتى أنهم إختلفوا حول إن كانت مجرد فتاة جميلة ومرحة أم ساحرة استطاعت أن تضحك على عقل السلطان "سليمان القانوني" سلطان الدولة العثمانية في ذلك الوقت..
كانت بداية هذه الفتاة عندما جاءت إلى بلاد الأتراك وهي أسيرة "تتار القرم" الذين قاموا بإهدائها للسلطان أو بيعها له، وقيل في ذلك الوقت أنها من أصل روسي أو أنها ابنة راهب أوكراني، ومنهم من قال ان ديانتها المسيحية..بينما أكد الآخرون أنها تنحدر من أصل يهودي ثم اسلمت.
لم يفكر السلطان العثماني في ذلك كثيرا وربما لم تمهله "روكسلانا"، فعلى الرغم من أن اللوحات التي رسمها لها الفنانون والمؤرخون لم تظهر أنها كانت فائقة الجمال لكنها كانت مرحة وذكية وهذه هي الحقيقة الوحيدة المؤكده عن شخصيتها في كتب التاريخ.
خلال القليل من الوقت أصبحت روكسلانا من أكثر الخليلات قربا للسلطان، حتى أنها انجبت له 6 من الأبناء كان من بينهم "سليم الثاني" الذي ورث عرش أبيه، بالإضافة لـ "محمد وبيازيد و جهانكير وعبدالله و الفتاة الوحيده ميريما "..
استطاعت حوريم بعد كل ذلك أن تصبح المرأه الثالثة في الدولة بعد السلطانه الأم وزوجة السلطان الأولى "ماهيدوران"..لم تكتفي الجارية بذلك وأرادت أن تصبح هي الأولى فقال المؤرخون أنها افتعلت شجارا مع زوجته نتج عنها العديد من الجروح في وجه "حوريم" الأمر الذي أغضب السلطان واتخذ بلوغ إبنه الأكبر منها "مصطفى" لسن الرشد سببا لإبعادهما بحكم إحدى الولايات في المملكة.
وتغلبت "روكسلانا أو حوريم" على مشكلة أنها تسكن بعيدا عن القصر الملكي بإفتعال حريق في القصر الصغير الذي يتواجد فيه مكان الجواري ومن ثم تم نقلهن للقصر الكبير و وضُعت "روكسلانا" في غرفة مجاورة لغرفة السلطان ومتصلة به، ثم قام السلطان بعد ذلك بتجاوز كل القوانين والعادات الملكية بالزواج بها رسميا.
قيل في التاريخ ان روكسلانا وصلت لهذه المكانة بمكر ودهاء وقيل انها كانت تحب السلطان بالفعل وانهما كانا يتبادلان الرسائل والأشعار وتم تأريخ بعضها، لكن العديد من المتواجدين خلال تلك الفتره لم يروها سوى إمرأه ماكرة وطموحه تريد أن تستولي على العرش..
كان "مصطفى" ابن السلطان الاكبر ووريثه الشرعي محبوبا بشكل واسع في السلطنة العثمانية ومؤيدا من الصدر الأعظم "رئيس الوزراء" إبراهيم باشا، مما كان يعيق خطة "روكسلانا" في تنصيب ابنها "سليم" سلطانا بعد ابيه ومن ثم قامت بالتشكيك المستمر في الصدر الاعظم حتى اقناع السلطان انه يشكل خطرا على المملكة فأمر بقتله، واستخدمت ذات الخطة بعد ذلك بعدة سنوات للتخلص من "مصطفى"..
تمكنت روكسلانا من توسيع نفوذها وقامت بإنشاء العديد من المشاريع الخيرية للفقراء في الدولة العثمانية، وبعد وفاتها أغلق السلطان باب الغرفة المجاورة له إلى الأبد وانغلق على نفسه وعاش في عزلة حتى توفي ودفن إلى جوارها..
ومن أشهر ما قالة المؤرخون عنهما:"انه يكن لها من الحب ويمنحها من الثقة ما يثير دهشة جميع رعاياه، الذين يعتقدون انها سحرته ويطلقون عليها اسم "الساحرة".