السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(( و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب ))
الكثير منا يعانون من ضياع الأوقات ، تمضي ساعات اليوم سريعا دون أن تدرك ذلك
ربما وضعت مخططا في رأسك و أردت فعل بعض الأعمال هذا اليوم ، لكنك في النهاية تنجز القليل منها أو لا تنجز أيا منها نهائيا !
لم يحدث ذلك ؟ تساءلت كثيرا ، فقد مرت علي فترة من حياتي ، عانيت فيها كثيرا
من الوقت الذي يجري سريعا دون أن أستطيع فعل شيء ، لا أستطع حل فروضي المدرسية ، و لا قراءة وردي اليومي
و لا حتى قراءة أي كتاب نافع ، كنا في الفجر ، و بغمضة عين أصبحنا في العشاء ، حقا الدنيا تشقلبت فوق رأسي !
ثم هداني ربي وله الفضل و الحمد و المنة إلى عمل أمر يسير يُحفظ به الوقت ، بل و تُطرح فيه البركة أيضا
كيف هذا ؟
ببساطة " قدّم ما يحبه و يريده رب العزة و الجلال على ما تحبه نفسك و تريدها "
و الله الذي لا إله إلا هو عندما فعلت ذلك ، ربي بارك لي في الوقت بطريقة عجيبة !
يعني إذا تعارض لدي أمران ، أحدهما دنيوي و الآخر أخروي ، أُقدّم الثاني على الأول
لنفترض أن لديك امتحان بالغد و أنت مندمج بالمذاكرة ، أُذّن لصلاة العشاء ، ثم هنيهات و بدأت الصلاة
فقلت في نفسك " الوقت لا يزال مبكرا ، لأراجع هذه الجزئية فقط " و فعلا تراجعها ، و تأخر الصلاة لساعة ربما ، ثم تؤديها بعد ذلك
قد يقول قائل صلاة العشاء وقتها طويل ، و الامتحان صعب لا بد من التركيز فيه ، و ... إلخ
أو مثلا تقول سأجلس على أحد المنتديات لربع ساعة فقط ، ثم بعدها أقرأ وردي اليومي
صدقني لن يضرك أي شيء لو قدمت الآخرة أولا على الدنيا ، بل والله غير حفظ الوقت ، ستحس بمتعة و نشاط أكبر
إذا فعلت بعدها الأمر الدنيوي أيا كان بشرط ألا يكون معصية للرحمن
الأمر جدا بسيط ، لا تصعبه على نفسك ، و اطرد عنك وساوس الشيطان الرجيم
هنا انتهيت و لله الحمد
ما كان من صواب فمن الله ، و ما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته